Bölüm anahatları

  • Ebû Abdillâh Cemâlüddîn Muhammed b. Abdillâh b. Mâlik et-Tâî el-Endelüsî el-Ceyyânî (ö. 672/1274)

    el-Elfiyye adlı eseriyle tanınan gramer, sözlük ve kıraat âlimi. 600’de (1204) Kurtuba (Córdoba) civarındaki Ceyyân’da (Jaén) dünyaya geldi. Bazı kaynaklarda doğum tarihi olarak 598 (1202), 601 (1205) ve 602 (1206) yılları da verilmektedir. İspanya’nın fethinden sonra Kurtuba, İşbîliye (Sevilla) ve Mürsiye (Murcia) bölgelerine yerleşen Tay kabilesine mensup olduğu için Tâî nisbesiyle anılır. İbn Mâlik Ceyyân’da Sâbit b. Hıyâr, Ebû Rezîn el-Külâî, Ebü’l-Abbas Ahmed b. Nüvvâr ve Muhammed el-Merşânî gibi âlimlerden dil ve kıraat dersleri aldı. Bir süre Ebû Ali Şelevbîn’in dil derslerini dinledi. Endülüs’teki siyasî istikrarsızlık ve sosyal çalkantılar sebebiyle otuz yaşlarında Kuzey Afrika’ya göç eden İbn Mâlik daha sonra hacca gitti. Dönüşte Dımaşk’a uğradı ve burada muhaddis Ebü’l-Hasan Alemüddin es-Sehâvî, Ebü’l-Fazl Mükerrem ve Ebû Sâdık Hasan b. Sabbâh’ın derslerine katıldı. Bu sırada Dımaşk’ta bulunan dil âlimi Cemâleddin İbnü’l-Hâcib’den de istifade etti. Ardından gittiği Halep’te Ebü’l-Bekā İbn Yaîş ile öğrencisi İbn Amrûn’un derslerinde bulundu.

    هاجر ابن مالك إلى المشرق الإسلامي في الفترة التي كانت تتعرَّض قواعد الأندلس لهجمات النصارى، وكان الاستيلاء على "جيان" مسقط رأس ابن مالك من أهداف ملك قشتالة، وكانت مدينة عظيمة حسنة التخطيط، ذات صروح شاهقة، وتتمتع بمناعة فائقة بأسوارها العالية، وقد تعرَّضت لحصار من النصارى سنة (327هـ = 1230م)، لكنها لم تسقط في أيديهم. وأرجح أن يكون ابن مالك قد هاجر عقب فشل هذا الحصار إلى الشام، حيث أصبح شافعياً. وهناك استكمل دراسته، واتصل بجهابذة النحو والقراءات، فتتلمذ في دمشق على "علم الدين السخاوي" شيخ الإقراء في عصره، و"مكرم بن محمد القرشي"، و"الحسن بن الصباح"، ثم اتجه إلى "حلب"، وكانت من حواضر العلماء، ولزم الشيخ "موفق الدين بن يعيش" أحد أئمة النحو في عصره، وجالس تلميذه "ابن عمرون".

    وقد هيأت له ثقافته الواسعة ونبوغه في العربية والقراءات أن يتصدر حلقات العلم في حلب، وأن تُشَدّ إليه الرِّحال، ويلتف حوله طلاب العلم، بعد أن صار إمامًا في القراءات وعِلَلها، متبحِّرًا في علوم العربية، متمكنًا من النحو والصرف لا يباريه فيهما أحد، حافظًا لأشعار العرب التي يُستشهد بها في اللغة والنحو.

    ثم رحل إلى "حماة" تسبقه شهرته واستقر بها فترة، تصدَّر فيها دروس العربية والقراءات، ثم غادرها إلى القاهرة، واتصل بعلمائها وشيوخها، ثم عاد إلى دمشق، وتصدر حلقات العلم في الجامع الأموي، وعُيِّن إمامًا في "المدرسة العادلية الكبرى"، وولِّي مشيختها، وكانت تشترط التمكن من القراءات وعلوم العربية، وظلَّ في دمشق مشتغلاً بالتدريس والتصنيف حتى تُوفِّي بها.

    مؤلفاته

    كان ابن مالك غزير الإنتاج، تواتيه موهبة عظيمة ومقدرة فذَّة على التأليف، فكتب في النحو واللغة والعروض والقراءات والحديث، واستعمل النثر في التأليف، كما استخدم الشعر في بعض مؤلفاته، ومن أشهر كتبه في النحو: "الكافية الشافية"، وهي أرجوزة طويلة في قواعد والصرف، وكتاب "تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد" جمع فيه بإيجاز قواعد النحو مع الاستقصاء؛ بحيث أصبح يُغني عن المطوَّلات في النحو، وقد عُنِي النحاة بهذا الكتاب، ووضعوا له شروحًا عديدة.

    وله في اللغة: "إيجاز التصريف في علم التصريف"، و"تحفة المودود في المقصور والممدود"، و"لاميات الأفعال"، و"الاعتضاد في الظاء والضاد".

    وله في الحديث كتاب "شواهد التوضيح لمشكلات الجامع الصحيح"، وهو شروح نحوية لنحو مائة حديث من صحيح البخاري.

    ألفية ابن مالك

    والألفية هي أشهر مؤلفات ابن مالك حتى كادت تطغى بشهرتها على سائر مؤلفاته، وقد كتب الله لها القبول والانتشار، وهي منظومة شعرية من بحر "الرجز"، تقع في نحو ألف بيت، وتتناول قواعد النحو والصرف ومسائلهما من خلال النظم بقصد تقريبهما، وتذليل مباحثهما، وقد بدأها بذكر الكلام وما يتألف منه، ثم المعرب والمبني من الكلام، ثم المبتدأ والخبر، ثم تتابعت أبواب النحو بعد ذلك، ثم تناول أبواب الصرف، وختم الألفية بفصل في الإعلال بالحذف، وفصل في الإدغام.

    ومن نظمه ما قاله في الكلام وما يتألف منه:

    كَلامُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِم

    واسْمٌ وَفِعْلٌ، ثمَّ حَرْفٌ - الكَلِمْ

    واحدُهُ كلِمَةٌ والقَوْل عَـمْ

    وكِلْمَةٌ بها كـلامٌ قـد يُؤَمْ

    بالجَرِّ والتَنْوِين والنِّدَا، وَأَلْ

    وَمُسْنَدٍ للاسْم تَمييزٌ حَصَلْ

    بتا فَعَلْتُ وَأَتت ويا افْعَلِي

    ونُونِ أَقْبِلَنَّ فِعْلٌ يَنْـجَلِي

    التزم ابن مالك في الألفية المنهج الاختياري الانتقائي، الذي يقوم على المزج بين مذاهب النحاة دون ميل أو انحياز، والتخير منها والترجيح بينها، وهو منهج التزمه في مؤلفاته كلها. كما توسَّع في الاستشهاد بالحديث النبوي، واتخذه أساسًا للتقعيد النحوي إلى جانب الاستشهاد بالقرآن الكريم بقراءاته المختلفة وأشعار العرب.

    يُذكر لابن مالك أنه وضع عناوين جديدة لبعض مسائل النحو، لم يستخدمها أحد قبله من النحاة، مثل باب "النائب عن الفاعل"، وكان جمهور النحاة قبله يسمُّونه: "المفعول الذي لم يُسمَّ فاعله"، و"البدل المطلق" بدلاً من قولهم "بدل كل من كل"، و"المعرف بأداة التعريف" بدلاً من "التعريف بأل". 

    https://www.marefa.org/ابن_مالك