Endülüs'te Biyografi Yazımı
بو العبَّاس شهابُ الدِّين، أحمد بن محمَّد بن
أحمد بن يحيى المقَّري التِّلِمْساني، مؤرِّخٌ أديبٌ من علماء المغرب، والمقَّري
نسبة إلى مَقَّرة بفتح الميم وتشديد القاف المفتوحة، من قرى تِلِمْسان، نُسِبَ
إليها أبو العبَّاس وأحدُ أبرزِ أجداده من علماء المغرب الإمامُ قاضي القضاة بفاس
أبو عبد الله محمَّد بن محمَّد بن أحمد بن أبي بكر المقَّري التِّلِمْساني من
أكابر شيوخ لسان الدين بن الخطيب، وقد ترجم لسان الدين لشيخه أبي عبد الله المقَّري
في «الإحاطة في أخبار غرناطة» ونَسَبَهُ إلى قريش، وذكرَ هذا النَّسَبَ أبو
العبَّاس المقَّري صاحب هذه التَّرجمة في كتابه «نفح الطِّيب» تحت عنوان «هل
المقَّري الجدُّ قرشي؟» وأثبته.
وُلِدَ أبو العبَّاس المقَّري في تِلِمْسان
بالمغرب، وشبَّ فيها ثمَّ انتقل إلى فاس، فوُلِّيَ فيها الخطابة والقضاء، ثم ارتحل
إلى القاهرة سنة 1027 هـ ثم رحل إلى الحجاز، وأقام في الشَّام مدَّةً وتنقَّل بين
دمشق والقاهرة مرَّاتٍ إلى أن مات. قيل: توفِّي بمصر ودُفِنَ في مقبرة المجاورين،
وقيل : مات في الشَّام مسموماً.
له كتبٌ جليلةٌ أشهرها كتابان الأوَّل «نفح
الطِّيب من غصن الأندلس الرَّطيب» في أربعة أجزاء وهو في تاريخ الأندلس وعلمائها
وأدبائها، والثَّاني « أزهار الرِّياض في أخبار القاضي عِياض» في أربعة أجزاء،
ولا يزال الكتابان من أبرز مصادر الأدبين المغربيِّ والأندلسيِّ حتَّى اليوم. من
كتبه الأخرى «روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس»
و«عرف النَّشق في أخبار دمشق» و«حسن الثَّنا في العفو عمَّن جنى» وله أرجوزة
سمَّاها «إضاءة الدُّجنَّة في عقائد أهل السُّنَّة» وله في النَّبويَّات «فتح
المتعال في وصف النِّعال» نعال النبيّ
r، وله شعرٌ قليلٌ حسنٌ.
ولابدَّ من الوقوف عند كتابيه الأبرزين «نفح
الطِّيب» و« أزهار الرِّياض». أمَّا «نفح الطِّيب» فهو نِتاجُ زيارته لدمشق حيث
حدَّث تلاميذه فيها عن لسان الدِّين بن الخطيب، فتمنَّى عليه تلاميذُه وبعض
العلماء أن يجمع أخبار لسان الدِّين في كتاب وكان أشدهم إلحاحاً المولى أحمد بن
شاهين أستاذ المدرسة الجقمقيَّة في دمشق، وقد صرَّح المقَّري بذلك في مقدمته
لكتابه، فقال: «وعزمتُ على الإجابة لما للمذكور عليَّ من الحقوق، وكيف أقابل برَّه
حفظه الله بالعقوق؟! فوعدته بالشُّروع في المطلب»، وسمَّى كتابه أوَّل الأمر «عرف
الطِّيب في التَّعريف بالوزير ابن الخطيب»، فلما رأى مادة الكتاب تعدَّت ذلك إلى
أخبار الأندلس وأدبائها وعلمائها سمَّاه «نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرَّطيب
وذكر محاسن وزيرها لسان الدِّين بن الخطيب» وجاء الكتاب في قسمين مهمَّين: قسمٍٍ
خاصٍّ بالأندلس في ثمانية أبواب، ذكرَ في بعضها مَنْ رحل من أهل الأندلس إلى
المشرق، ثمَّ مَنْ وفد عليها من أهل المشرق، وغير ذلك من أبواب. أمَّا القسم
الثَّاني فقصره على التَّعريف بلسان الدِّين بن الخطيب، وتأتي أهميَّة الكتاب من
أن المقَّري استقى مادَّته من مصادر تاريخيَّة وأدبيَّة لم يصل إلينا أكثرُها،
فإن وصل إلينا منها شيء فليس على الصُّورة من الكمال التي وصلت إليه، فمن ذلك أنَّ
القارئ للكتاب يستنتج بوضوحٍ أنَّ المقَّري اعتمد في تأليف كتابه على نسخةٍ
تامَّةٍ من كتاب «المغرب في حلى المغرب لابن سعيد» أوفى كثيراً من الَّتي في
زماننــا، ويُضاف إلى ذلك أنَّ الكتاب تأريخٌ لفاجعة سقوط غرناطة وفيه أخبار
نادرة، وقد ذكر المقَّري تاريخ فراغه من تأليف كتابه وأنَّه عاد فألحق به فصولاً
بعد ذلك، فقال في خاتمة «نفح الطيب» بعد بيتين من نَظْمِهِ :
لقد أفرطْتُ في حسن ابتداءٍ ورُمْتُ
تخلُّصي يومَ الزّحامِ
فبالمختـار أرجو عفوَ ربِّي ليرشـدني
إلى حسن الختامِ
وكان الفراغُ منه عشيَّةَ يوم الأحد المسفر
صباحُها عن السَّابع والعشرين لرمضان سنة ثمان وثلاثين وألف، بالقاهرة